2004-12-02 15:59:43

قداسة البابا يوجّه رسالة إلى المشاركين في أول مؤتمر دولي حول حظر الألغام المضادة للأفراد


بمناسبة استضافة نيروبي عاصمة كينيا أوّل مؤتمر دولي حول حظر الألغام المضادة للأفراد، وجّه قداسة البابا رسالة إلى رئيس هذا المؤتمر السفير ولفغانغ بيتريتش المندوب الدائم للنمسا لدى منظمة الأمم المتّحدة في جنيف، قرأها المطران جان باولو كريبادلي أمين سر المجلس البابوي للعدالة والسّلام ورئيس وفد الكرسي الرسولي إلى هذا المؤتمر.

كتب البابا في رسالته يقول:"في وقت تستضيف فيه نيروبي أوّل مؤتمر لبحث إتفاقية أوتاوا حول الحظر الكامل لإنتاج الألغام الأرضيّة واستخدامها وتصديرها، أوجّه تحيّاتي الحارّة إلى جميع الوفود الحاضرة وأعبّر عن سروري الكبير بالقرارات التي اتُخذّت وبالتزامات الحكومات لإستئصال هذه الآفة الخطيرة بشكل نهائي."

وفي هذه المناسبة السارّة، قال الأب الأقدس:" أتمنّى أن تثابر الدول الموقّعة على الإتفاقيّة على احترام التزاماتها والتقيّد بها، من خلال بذل جهود إضافيّة لتحقيق أهدافها. فبعد خمسة أعوام على سريانها، أضحت هذه الإتفاقيّة للدول التي صدّقت عليها قاعدة أساسيّة تعزّز تطبيق القانون الدولي الإنساني ومثالا ملموسًا للتعاون بين الدول والشعوب."

والكرسي الرسولي الذي كان من بين أوائل المصدّقين على هذه الإتفاقيّة، تابع قداسة البابا رسالته قائلاً:" يريد المساهمة بشكل فاعل في تطبيقها عبر حوار صادق وبنّاء مع باقي الدول الموقّعة عليها. وبقصد هذا المؤتمر الدولي، أطلق الكرسي الرسولي حملة لتحسيس الكنائس المحليّة حول مشكلة الألغام المضادة للأفراد، وذلك بنشر معلومات عديدة حول خطورتها لأنّها تقتل وتشوّه عددًا كبيرًا من الضحايا الأبرياء وتعطّل اقتصاد البلدان النامية عبر حرمانها من الأراضي الزراعيّة التي ما تزال مزروعة بالألغام. أمّا تطبيق هذه الإتفاقيّة فهي فرصة مُعطاة لعائلة الأمم من أجل بناء إنسانيّة متجدّدة ومسالمة."

وأضاف البابا يقول:"عندما تتّحد الدول في مناخ من التفاهم والإحترام المتبادل والتعاون لمعارضة ثقافة الموت وبناء ثقافة الحياة، تنمو قضيّة السّلام في ضمائر الأشخاص والبشريّة بأسرها. وحين تتمكّن المفاوضات المتعدّدة الأطراف من وضع اجراءات عمليّة تسمح للسكان العيش بأمان وكرامة، فهذا يشكّل نصرًا للإنسانيّة. ومن هذا المنطلق، فمن الضرورة بمكان ألاّ ينحصر اهتمام المجتمع الدولي بتقديم المساعدات الماديّة وحسب لضحايا هذه الألغام إنما بجعل هؤلاء الأشخاص صانعي نموّهم، وذلك عبر التحسيس على مخاطر هذه الألغام وتأهيل المعوقين والعمل كيما ينخرطوا مجددًا في المجتمع إضافة إلى التربية على السّلام والإستخدام المُكثّر لوسائل الإتصالات الإجتماعيّة بهدف توعية الرأي العام الدولي."

وفي ختام رسالته إلى المشاركين في أوّل مؤتمر دولي حول حظر الألغام المضادة للأفراد، وجّه قداسة البابا نداء حارًّا طالبًا إلى الدول المتردّدة حتى الآن في الإنضمام إلى هذه الإتفاقية، إلى الإلتحاق بمخيّم السّلام عبر القضاء نهائيًا على أدوات الموت هذه، وأكّد أنّ الكرسي الرسولي سيقدّم على الدوام دعمه الكامل لهذه القضيّة بهدف تحقيق أهداف اتفاقية أوتاوا. وتمنّى البابا أن تساعد التوجيهات والقرارات التي ستصدر عن هذا المؤتمر الدولي في رسم مستقبل من الأمان والكرامة لآلاف الرجال والنساء والأطفال.


 








All the contents on this site are copyrighted ©.