2004-11-27 17:30:56

رسالة قداسة البابا إلى المشاركين في المؤتمر العالمي للحياة المكرّسة في ختام الأعمال


اختُتمت اليوم أعمال المؤتمر العالمي للحياة المكرّسة، والتي بدأت في العاصمة الإيطالية يوم الاثنين الفائت، وشهدت مشاركة ثمانمائة وخمسون راهباً وراهبة مثلوا جمعيات رهبانية منتشرة في كافة أنحاء العالم.  وبالمناسبة وجّه قداسة البابا يوحنا بولس الثاني رسالة إلى المشاركين في اللقاء استهلّها معرباً عن تحياته الحارة لهم وحاثاً الجميع على السير على دوماً على خطى المسيح. 

ثم قال البابا إنّ عصرنا الحاضر يضعنا أمام أشكال متعدّدة من الظلم والاستغلال تجعل القلوب تفتقر إلى الرجاء.  والرجال والنساء المكرّسون مدعوون إلى تقديم شهادة للرجاء المسيحي، لتصبح منظورةً محبةُ الله، الذي لا يتخلّى عن أحد.  وعن هذا الرجاء تحدّث القديس بولس الرسول قائلاً: "فإذا كنّا نتعبُ ونجاهد فلأننا جعلنا رجاءنا في الله الحيّ ...".

فأمام مجتمع، لا تجد فيه المحبة غالباً المساحة اللازمة لتظهر بصورة مجانية، ينبغي أن يسعى الرجال والنساء المكرّسون إلى الشهادة لمنطق العطاء المجاني.  ويجب أن تكون الحياة المكرّسة مياهاً للعطشان، ودواءً للأمراض، وتستجيبَ لرغبة الإنسان في بلوغ الفرح الحقيقي والمحبة والحرية والسلام.

وتابع البابا كلمته طالباً إلى الرجال والنساء المكرّسين أن يُحبوا القريب، كما أحبنا يسوع المسيح الذي جاء إلى الأرض ليَخدم لا ليُخدم "وليَفدي بنفسه جماعة كثيرة".  إنكم مدعوون إلى أن تجعلوا قلوبكم مثل قلب المسيح، وتُتموا مشيئة الآب، كما فعل هو، وأن تسيروا معه على درب الصليب.  وهذه هي الطريق الوحيدة التي ينبغي أن يتّبعها كلّ تلميذ للرب، مشرّعاً أبواب قلبه على نفخة الروح المحيية، وفاتحاً ذراعيه لكلّ شخص محتاج، ومتروك ومتألّم. 

وفي ختام رسالته إلى المشاركين في أعمال المؤتمر العالمي للحياة المكرّسة عاد قداسة البابا ليحثّ الرجال والنساء المكرسين على إبقاء نظرهم موجّهاً نحو المسيح، ثم منحهم فيض بركاته الرسولية.

وفي ختام أعمال المؤتمر العالمي للحياة المكرّسة قال الأب خوسيه ماريا أرنايز، أمين عام اتّحاد الرؤساء العامين: لقد انبثق من هذا المؤتمر العالمي وجه جديد للحياة المكرّسة، التي تريد أن تعيش في احتكاك مباشر مع أفراح الإنسانية وآلامها، مخاوفها وتطلعاتها، وتحافظَ في الآن الواحد على كيانها في قلب الكنيسة. 

وسطّر الأب أرنايز في كلمته أهمية النشاط التربوي والإعاني الذي يقدّمه الرجال والنساء المكرسون داخل المجتمع، لكنه حثّ الرهبان والراهبات في الوقت عينه على الشهادة دوماً للدوافع الروحية التي حملتهم على اختيار الحياة المكرّسة.  وأكّد أمين عام اتّحاد الرؤساء العامين أنّ الانخفاض الملحوظ في عدد الأشخاص المكرّسين ليس مثيراً للقلق لأنه ينبغي التركيز على نوعية الشهادة التي يقدّمها الرهبان والراهبات والتزامهم في نشر كلمة الإنجيل، وتعزيز كرامة الكائن البشري.

 

 








All the contents on this site are copyrighted ©.