2004-11-27 17:34:41

إنجيل الأحد 28 تشرين الثّاني نوفمبر 2004


وقفة تأمّل حول كلمة الحياة

 

   قال الرّب يسوع:"وكما حدث في عهد نوح، فكذلك يحدث يوم مجيء ابن الإنسان. كان الناس، في الأيام التي تقدّمت الطوفان، يأكلون ويشربون ويتزوّجون ويُزوّجون بناتهم، إلى يوم دخل نوح الفلك. وما كانوا يتوقّعون شيئاً، حتى جاء الطوفان فجرفهم أجمعين، كذلك يحدث عند مجيء ابن الإنسان: فيكون رجلان في الحقل، فيُقبض أحدهما ويُترك الآخر. وتكون امرأتان على الرّحى، فتُقبض إحداهما وتُترك الأخرى. فاسهروا إذاً، لأنّكم لا تعلمون أيّ يوم يأتي سيّدكم. واعلموا أنّه لو عرَف ربّ البيت أيّ ساعة من اللّيل يأتي اللّص لسهر ولن يدعه ينقب بيته. فكونوا أنتم أيضاً على أُهبة، لأنّ ابن الإنسان يأتي في ساعة لا تتوقّعونها". (متّى: 24/37-44)

 

التأمّل: RealAudioMP3

 

   حدث لا ينتظره أحد، سيترك الرّهبة والخوف ويفاجئ البشريّة جمعاء. هذا ما يُفكّر به كلّ واحد منّا بعد قراءته هذا النص من إنجيل القدّيس متّى.

   حدث مجيء ابن الإنسان، إنّه محتّم وسيفاجئ كلّ من أغمض عينَيه عن رؤية علامات الأزمنة وصمّ أذنَيه عن سماع كلمة الرّب يسوع. ولكن كما يُعلّمنا إنجيل هذا الأحد بأن من يحسنون قراءة علامات الأزمنة سيخلصون. عندما كان نوح يبني سفينته لم يُصدّقه أحد من الناس، ولم يؤمنوا بوقوع الطوفان حتّى بعد رؤيتهم السفينة قائمة نُصب أعينهم، وأصرّوا على العيش بالخطيئة حتّى "دخل نوح الفُلك".

   "لهم عيون ولا يُبصرون، ولهم آذان ولا يسمعون". تحقّقت بهم كلمات يسوع. تحقّقت وتتحقّق بمن استسلم لملذّات الأرض وسَكِرَ بخمرة الخطيئة الفاسدة.

   لكلّ حدث هام في حياتنا علامة يُعطيها الله مُسبقاً لنا. فالمرأة الحامل، مثلاً، لا يُمكنها تجنّب مخاض الولادة، لذا تتهيأ لهذه اللّحظة وتُعدّ النّفس والجسد دون أن تعرف بالتحديد زمن ومكان حدوثها. كذلك نحن علينا أن نستعدّ للحظة مجيء ابن الإنسان. فمع يسوع علينا أن نكون في حالة تأهّب مستمرّة، لأنّه آت لا محالة ومجيئه سيكون لنا لقاء خلاص وليس مفاجأة مُخيفة. فانتظار مجيء الرّب بثقة هو علامة محبّة وأمانة لوعوده الخلاصيّة. والنهاية لنا نحن البشر ليست فقط يوم مجيء الرّب دياناً عادلاً، إنما كلّ واحد منّا له نهايته بموت الجسد، وله موعده الشّخصي للقاء يسوع، فلنصحو إذاً من سُباتنا العميق لأنّ خلاص كلّ واحد منّا قريب. لنصحو ونرى ونسمع كلمات المُخلّص القائل لنا في إنجيله:"طوبى للعبد الأمين الذي يعود سيّده فيجده صاحياً ومستعداً، فالحق أقول لكم، إنّه يُسلّطه على كلّ ما لديه من خيور".








All the contents on this site are copyrighted ©.