2004-11-24 16:54:00

في مقابلة الأربعاء العامّة قداسة البابا يحدّث المؤمنين عن النشيد المسيحاني الذي يفتتح به الرسول بولس رسالته إلى أهل كولوسي


تحدّث قداسة البابا يوحنا بولس الثاني صباح اليوم في مقابلته العامّة المعتادة مع المؤمنين عن النشيد المسيحاني الذي يفتتح به الرسول بولس رسالته إلى أهل كولوسي، وتبرز فيه صورة المسيح الممجّدة. ويشكّل هذا النشيد قلب الليتورجية المسيحيّة وكل الحياة الكنسيّة. وينفتح أفق هذا النشيد على الخليقة والفداء ويشمل كلّ كائن مخلوق وكل التاريخ ويحتوي على نفحة إيمان وصلاة الجماعة المسيحيّة القديمة، ويجمع الرسول فيه صوت هذه الجماعة وشهادتها.

ولاحظ قداسته في مستهلّ تعليمه أنّ مقدّمة هذا النشيد ترفع الشكر إلى الله على عمل الفداء، ثمّ أكّد على أنّ نشيد بولس يحتوي مقطعين. المقطع الأول يترنّم بالمسيح بوصفه "بكر الخليقة أي أنّه مولود قبل كل كائن على الأرض، ويسطّر هكذا في أزليّته التي تتسامى فوق الزمن. كما أكّد قداسته على أنّ هذا المقطع هو الصورة المنظورة لذلك الإله الذي يظلّ غير منظور في سرّه، وهذه كانت خبرة موسى الذي سمع الله يقول له "لا تستطيع أن ترى وجهي لأنّه لا يستطيع إنسان ما أن يراني ويظلّ حيًّا."

وتابع البابا يقول:إنّ وجه الآب خالق الكون يُصبح منظورًا في المسيح، صانع كل خليقة. المسيح هو من جهة أسمى من الحقائق المخلوقة غير أنّه معني بخلقها، لهذا نستطيع أن نراه "صورة الله غير المنظورة."

أمّا المقطع التالي، قال الأب الأقدس فإنّه يتّجه نحو أفق آخر: أفق الخلاص والفداء وولادة البشريّة من جديد التي خلقها الله عبر كلمته والتي كانت استحقّت الموت بعد خطيئتها. إنّ ملئ النعمة وملء الروح القدس اللذين وضعهما الله الآب في الإبن جعلا هذا الإبن يستطيع، بموته وقيامته، أن ينقل لنا حياة جديدة: إنّه بكر القائمين من الموت. المسيح في ملئه الإلهي ودمه المسفوك على الصّليب صالَحَ كل الحقائق السماويّة والزمنيّة، وأعادها هكذا إلى حالتها الأوّلية خالقًا من جديد التجانس الذي كان مسيطرًا في البدء. الخلق والفداء مرتبطان بين بعضهما البعض كمرحتلين من حدث خلاصي واحد.

وختم قداسة البابا تعليمه مستذكرًا ما كتبه القديس يوحنا الدمشقي:إنّ موت المسيح خلّص وجدّد الإنسان وأعاد الملائكة إلى فرحها الأوّل بسبب المخلّصين وجمَعَ الحقائق السفليّة بتلك العلويّة... إنّه صنع السّلام وأزال العداوة. ولهذا كانت الملائكة تقول:"المجد لله في السماوات وعلى الأرض السّلام."

 

 

 








All the contents on this site are copyrighted ©.