2004-11-22 17:08:30

أربعون عامًا من حياة المجلس البابوي للحوار بين الأديان


نشرت مجلّة بوبولي (شعوب) الدوليّة للرهبنة اليسوعيّة في عددها الصادر هذا الشهر مقالا لرئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان، رئيس الأساقفة مايكل فيتزجيرالد حول الذكرى السنويّة الأربعين لتأسيس هذا المجلس الحبري كتب فيه يقول إنّ أمانة السرّ "لغير المسحيين" وتُعرف اليوم بالمجلس البابوي للحوار بين الأديان أسَّسها السعيد الذكر البابا بولس السادس، في التاسع عشر من أيار مايو من عام 1964، في يوم العنصرة. وأضاف نيافته أنّ الرئيس الأوّل للمجلس البابوي للحوار بين الأديان الكردينال باولو ماريلا (1964 ـ 1973) فكّر دومًا بوضع الركائز الصالحة لحوار مثمر، وبمساعدة خبراء تمّ نشْر سلسلة من الخطوط العريضة حول الحوار مع البوذيين والهندوس والمسلمين.

أمّا رئاسة الكردينال سيرجيو بينييدولي (1973 ـ 1980) فتميّزت بسعة الإتصالات مع القادة الدينيين في مختلف أنحاء العالم. فقد سافر نيافته للقائهم وشجّعهم على زيارة روما، وتمّ تنظيم لقاءات رسميّة مع ممثلين عن باقي الأديان لتشجيع مسيرة الحوار. وخلال فترة الرئاسة الوجيزة للمطران جان جادو (1980 ـ 1984) تمّ نشْر أوّل وثيقة رسميّة صادرة عن المجلس البابوي للحوار بين الأديان، وذلك في عام 1984 بعنوان:"موقف الكنيسة تجاه أصحاب الديانات الأخرى." وفي الوقت عينه تمّ تشجيع الكنائس المحليّة على إرساء الأسس الملائمة للحوار. أمَّا الكردينال أرينزي الذي تسلّم رئاسة هذا المجلس الحبري من عام 1984 وحتّى عام 2002 فاهتمّ بالتأملات اللاهوتيّة التي ترشد الحوار بين الأديان، وأسَّس شبكة واسعة من الإتصالات مع أشخاص من ديانات مختلفة.

وتابع المطران فيتزجيرالد مقالته قائلا:"إضافة إلى التفكير العميق بالطرق الملائمة للعلاقات الدوليّة بين دولة وأخرى، أعتقد أنّه من الأهميّة بمكان إشراك القادة الدينيين في تنشئة رأي عام يؤيّد السّلام والمصالحة والحوار وينبذ الثأر واللجوء إلى السلاح وأعمال العنف. ومن هذا المنظار، يشارك المجلس البابوي للحوار بين الأديان في لقاءات متعدّدة ينظّم بعضها أحيانًا ممثّلون عن باقي الديانات. ومن بين العوائق التي قد تعترض طريق الحوار الجهل. فمعرفة الآخرين تساعد في إرتكاب أخطاء أقلّ وفي بناء الثقة التي تشكّل الأرضيّة اللازمة لعلاقات مثمرة بين الأديان.

وخلال السنوات الماضية، قال سيادته سيّما بعد يوم الصّلاة من أجل السّلام في أسيزي في عام 1986، أضحت مهمّةً مشاركة العلماني الكاثوليكي في تنمية الحوار بين الأديان. وأُفكّر أيضًا باللقاءات التي نظّمتها جماعة القديس إيجيديوس وحركة الفوكولاري ومبادرات المؤتمر العالمي للأديان من أجل السّلام. ويمكننا القول إنَّه خلال السنوات الأربعين الماضية من حياة هذا المجلس الحبري، تمّ إدراك ضرورة الحوار بين الأديان.

وختم رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان رئيس الأساقفة مايكل فيتزجيرالد مقالته لمجلّة بوبولي للرهبنة اليسوعيّة قائلاً: يجدر التذكير أنّ هذا المجلس تأسّس في عام 1964، في يوم العنصرة، وهنا أودّ الإشارة إلى أهميّة عمل الروح القدس في العالم وفي قلوب الأشخاص. ومن خلال الثقة بقوّة الروح القدس، فلنتابع السير على طريق الحوار بين الأديان.


 








All the contents on this site are copyrighted ©.