2004-11-20 16:07:19

البابا يؤكّد في كلمته إلى المشاركين في أعمال الجمعيّة العامّة للمجلس البابوي للعائلة، على أن من يزدري العائلة يُخلّف جرحاً عميقاً في المجتمع


   استقبل قداسة البابا يوحنّا بولس الثّاني قبل ظهر السّبت الجاري في الفاتيكان المشاركين في أعمال الجمعيّة العامّة للمجلس البابوي للعائلة وعلى رأسهم رئيس المجلس نيافة الكردينال ألفونسو لوبيز تروخيللو.

   وجّه البابا لضيوفه كلمة أثنى في مستهلّها على عمل المجلس البابوي الدؤوب في نشر "إنجيل العائلة" وبشارتها الرائعة التي تغرس جذورها في قلب الله الخالق، إنها رسالة سامية ونبيلة. إنّ العائلة المبنيّة على الزواج، هي مؤسّسة طبيعيّة لا بديل عنها، وعنصر أساسي للخير العام في كلّ مجتمع إنساني.

  من يُدمّر هذا النّسيج الأساسي للتعايش البشري، أضاف البابا، ويزدري هويّة العائلة قالِباً مهامها رأساً على عقب، يُخلِّف جُرحاً عميقاً في صميم المجتمع، وينثر الأذيّة والفوضى. وذكّر البابا بوصيّة القديس بطرس القائل:"الله أحقُّ بالطّاعة من النّاس". إن مهمّة نشر القيم المسيحيّة تقع على عاتق الأزواج والعائلات المسيحيّة بنعمة وقوّة سرّ العماد المُقدّس الذي نالوه، فيُتمّون هكذا خدمتهم في بناء الكنيسة وملكوت الله في التاريخ.

   وفي تعليقه على موضوع الجمعيّة العامّة للأعمال:"رسالة الأزواج الناضجين وذوي الخبرة إلى الخطّاب والأزواج الجدد"، شجّع البابا الجميع على الالتزام في مساعدة العائلات الشابّة من خلال تربيتها على عيش الحب الزوجي بمسؤوليّة لخدمة الحياة وبناء الكنيسة والمجتمع.

   إنّ العائلات الشابّة التي تعيش اليوم وسط قيمٍ ومسؤوليّات جديدة، أضاف البابا، معرّضة أكثر من سواها لمواجهة الصعوبات خصوصاً في السنوات الأولى للزواج، لذا أنصحها باللجوء إلى مساعدة من سبقها في هذا الاختبار الزوجي من عائلات ناضجة ومتمرّسة في الواقع.

   وعبّر البابا عن سروره لتنامي عدد الحركات التي تعنى بالعائلة والحياة في العالم كُلّه. فنشاطها الموضوع في خدمة من اختاروا حديثاً الزواج طريقاً لهم، يؤمّن عضداً ثميناً يساعدهم في الإجابة على غنى الدعوة التي دعاهم الرّب لعيشها بأمانة ومحبّة واستقامة. ثمّ ذكّر البابا بما كتبه في رسالته إلى العائلات لعشر سنوات خلت، إذ سطّر حينها أهميّة الاختبار الذي تقدمّه العائلات الناضحة، وبنوع خاص الجدّ والجدّة، إلى الأولاد لتربيتهم على القيم الأدبيّة والمسيحيّة الثابتة. ففي هذا المناخ من التعاون، أضاف قداسته، تنشأ الكنيسة العائليّة، معبد الحياة وركن مُستقبل البشريّة الهام.

   وفي ختام كلمته إلى المشاركين في أعمال الجمعيّة العامّة للمجلس البابوي للعائلة، ذكّر البابا بموعد اللقاء العالمي الخامس للعائلات المُقرّر عقده عام 2006 في مدينة فالينسيا الإسبانيّة، وحيّا أبناء هذه الأمّة الأوروبيّة الذين سيكون لهم شرف استقبال هذا الحدث الكنسي الكبير. وبعد أن تمنّى لهم النجاج في أعمالهم التنظيميّة، سأل البابا للجميع بركة العائلة المقدّس من ثمّ منحهم بركته الرّسولية.








All the contents on this site are copyrighted ©.