2004-11-15 15:51:20

رسالة قداسة البابا إلى رئيس كاريتاس الدوليّة المطران يوحنّا فؤاد الحاج  بمناسبة الاعتراف بالشخصيّة القانونيّة العامّة لهذه الهيئة


   وجّه قداسة البابا يوحنّا بولس الثّاني رسالة بعنوان:"العشاء الأخير" إلى رئيس هيئة كاريتاس الدوليّة، المطران يوحنّا فؤاد الحاج، رئيس أساقفة طرابلس للموارنة، لبنان، وذلك بمناسبة الاعتراف بالشخصيّة القانونيّة العامّة لهيئة كاريتاس الدوليّة.

   توقّف البابا في مستهلّ رسالته عند وصيّة الرّب يسوع لتلاميذه "بأن يُحبّوا بعضهم بعضاً كما أحبّهم هو. وعملا بهذه الوصيّة راحت الكنيسة تُعلن كلمة الإنجيل وتوزّع نِعَمَ الأسرار بروح الشهادة للمحبّة. وشدّد قداسته على الدور الذي ميّز الجماعة المسيحيّة منذ بداية الكنيسة، وهو الانتباه للفقراء والضعفاء. ومنذ نحو قرنَين، ظهرت في إطار العمل الأبرشي والراعوي فرق حملت لاحقاً اسمَ "كاريتاس"، واهتمّت بمساعدة القابعين في حال الفقر والعوز، ومع تقدّم الزّمن، راحت هذه الفرق تأخذ منحىً تنظيمياً وتنسيقياً على الصعيد الوطني والدولي.

   وتابع البابا في رسالته إلى المطران يوحنّا فؤاد الحاج، سرد مراحل تأسيس هذه الهيئة الدوليّة، ليصل إلى سنة 1950 المقدّسة عندما قام خادم الله البابا بيوس الثّاني عشر بإنشاء مُنظّمة على صعيد الكنيسة الجامعة، تضمّ جميع الهيئات الإعانيّة الوطنيّة المعترف بها على الصعيد الأبرشي، وذلك لتنسيق العمل الإعاني والاجتماعي الكنسي في مختلف أنحاء العالم.

   إن هيئة كاريتاس الدوليّة التي نشأت من اندفاع الكرسي الرّسولي الذي تابع ووجّه خطواتها، أضاف البابا، هي اتحاد منظّمات إعانيّة تتألّف عموماً من هيئات كاريتاس وطنيّة. وهذا الاتّحاد، الذي لا ينزع استقلاليّة هيئات كاريتاس الوطنيّة الخاصّة بها، يُشجّع التعاون والتنسيق بين بعضها البعض. كما تربط هيئة كاريتاس الدوليّة علاقة وثيقة بخليفة بطرس...

   وتأكيداً على الدور الكنسي لهذا الاتحاد، أضاف البابا، أمنح، نزولاً عند طلبكم الصّريح، وبما لي من سلطان رسولي، وبناء على كتاب حق القانون الكنسي، أمنح هيئة كاريتاس الدوليّة الشخصيّة القانونيّة العامّة. كما أُثبّت قوانينها ورسومها وأحفظ لنفسي حق التصديق على كلّ تغيير يمس هذه القوانين، أو مسألة انتقال مركز الهيئة الاجتماعي الموجود حالياً في روما. كما وأوضح البابا أن لائحة المرشحين لمركز الرئاسة والأمانة العامّة للهيئة يجب أن تخضع أيضاً لموافقته الشخصيّة، وذلك قبل طرحها على التصويت النهائي خلال أعمال الجمعيّة العامّة.

   ثمّ أسند البابا مهمّة متابعة نشاطات هيئة كاريتاس الدوليّة إلى المجلس البابوي "قلب واحد"، سواء على الصعيد الدولي أو الإقليمي...أمّا على صعيد نشاط الهيئة لدى المنظمات الدوليّة، وفي الأماكن الساخنة من العالم، عليها اللجوء إلى أمانة سرّ دولة الفاتيكان.

   وفي مسائل أخرى مُحّددة، تتعاون هيئة كاريتاس الدوليّة مع دوائر الكوريا الرومانيّة، وبنوع خاص مع المجلس البابوي عدالة وسلام، والمجلس البابوي لراعويّة المهاجرين والمتنقّلين، والمجلس البابوي لراعويّة الصحّة...

   وتمنّى البابا في ختام رسالته إلى رئيس هيئة كاريتاس الدوليّة، المطران يوحنّا فؤاد الحاج، رئيس أساقفة طرابلس للموارنة، لبنان، أن يقوّي هذا الاعتراف القانوني، العلاقة بين الهيئة والكنيسة الجامعة، وأسلم جميع العاملين في كاريتاس الدوليّة إلى شفاعة العذراء مريم والقديس مارتينوس بورّيس، شفيعَي كاريتاس، ثمّ منح الجميع بركته الرّسولية.








All the contents on this site are copyrighted ©.