نافذتنا اليومية على أهم الأحداث العالمية الخميس 11 نوفمبر 2004

العالم بعد وفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات

انطلقت نداءات من مختلف أنحاء العالم غداة الإعلان عن وفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات تدعو إلى ضرورة دفع عجلة السلام في الشرق الأوسط وتسوية النزاع الإسرائيلي الفلسطيني. قال الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش نحث المجتمع الدولي على التكاتف لتحقيق السلام في هذه البقعة ونأمل بولادة قيادة فلسطينية جديدة تعمل لترسيخ دعائم مجتمع حر وديمقراطي. الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون تمنى أن يتحقق حلم الشعب الفلسطيني بإقامة دولة فلسطينية خلال العام 2005.

في إسرائيل عبر العدو التاريخي لعرفات أرييل شارون عن أمله بأن يرسم اختفاء عرفات عن ساحة الأحداث الفلسطينية منعطفا تاريخيا للشرق الأوسط ومبررا للقيادة الفلسطينية الجديدة لتعجيل عملية السلام في المنطقة انطلاقا من الاتفاقات الموضوعة وضبط أعمال العنف والإرهاب. لم يتردد بعض المسؤولين الإسرائيليين شأن وزير العدل من القول لقد ارتاح العالم بعد غياب عرفات. زعيم المعارضة الإسرائيلية شيمون بيريز رأى أن وفاة الشخص الذي جسد القضية الفلسطينية منذ أربعين سنة يعطي سانحة تاريخية لتغيير معالم الأوضاع في الشرق الأوسط كله.

أمين عام الأمم المتحدة كوفي أنان أكد أن عرفات كان رمزا لتطلعات الشعب الفلسطيني معبرا عن أمله بولادة قيادة فلسطينية جديدة قادرة على مواصلة المسيرة التي بدأها الراحل. رئاسة الاتحاد الأوروبي دعت الفلسطينيين إلى الالتفاف حول القيادة الجديدة من أجل البلوغ إلى تسوية سلمية للنزاع مع إسرائيل. الرئيس الفرنسي جاك شيراك توجه إلى المستشفى حيث توفي عرفات لتكريم هذا الأخير. أما وزير الخارجية الفرنسي فتمنى أن تتكاتف دول الاتحاد الأوروبي من أجل تطبيق خارطة الطريق.

عن الاستعدادات لتأبين الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في العاصمة المصرية نستمع إلى تقرير مراسلنا من القاهرة إميل أمين.

رئيس الحكومة البريطانية بلير قال إن الهدف الرئيسي لتسهيل عملية السلام في الشرق الأوسط هو تعجيل المحادثات بين الشارعين الإسرائيلي والفلسطيني. أما وزير الخارجية الألماني فرأى من جهته ضرورة قيام قيادة فلسطينية قادرة على مواصلة الطريق التي بدأها عرفات ودعا الفلسطينيين إلى إجراء انتخابات حرة وديمقراطية. الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال عن عرفات إنه سياسي مخضرم عرف كيف يقود قضية شعبه لتحقيق مطالبه الشرعية. حكومة بكين أشادت بجهود عرفات لإحلال السلام في الشرق الأوسط ودعت القيادة الفلسطينية الجديدة إلى السير قدما في عملية السلام مع إسرائيل.

رئيس الجمهورية الإيطالية أشاد بتمسك عرفات بقضية الشعب الفلسطيني ودعا إلى تسوية النزاع الإسرائيلي الفلسطيني عبر الوسائل الدبلوماسية والسياسية وحث المجتمع الدولي على التكاتف لتحقيق هذا الهدف من أجل إقامة دولتين تتعايشان بسلام ووئام. في تونس أعلنت السلطات الرسمية حدادا وطنيا لثلاثة أيام على وفاة الرئيس الفلسطيني الذي قضى في تونس اثني عشر عاما. في المخيمات الفلسطينية في جنوب لبنان تجمع الفلسطينيون لتكريم الرئيس الراحل وأُغلقت المدارس والمحال التجارية. وفي الأراضي الفلسطيني أُعلن حداد لأربعين يوما.

منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا قال إن أفضل طريقة لتكريم الرئيس عرفات هي إقامة دولة فلسطينية من خلال تطبيق كامل وسريع لخارطة الطريق. رئيس حكومة بلجيكا لم يتردد في تكريم عرفات فوصفه بالقائد التاريخي للقضية الفلسطينية. وقال لقد فقد الشعب الفلسطيني شخصية تاريخية. كذلك أيضا حكومة سويسرا التي قاسمت أوروبا موقفها حيال ضرورة الإسراع في تطبيق الاتفاقات الموضوعة لتسوية أزمة الشرق الأوسط. وفي الأردن أعلنت السلطات الرسمية حدادا وطنيا لثلاثة أيام ودعت الشعب الفلسطيني إلى مواصلة المسيرة التي أطلقها عرفات لتحرير أراضيه من نير الاحتلال. كما جرت مسيرة أمام أحد المخيمات الفلسطينية على أبواب عمان إحياء لذكرى الراحل.

في غضون ذلك وفي يتأهب العالم لتشييع جثمان عرفات انصرفت القيادات الفلسطينية لوضع اللمسات الأخيرة على التركيبة الجديدة. فقد عين محمود عباس المفاوض المخضرم والمعروف لبرغماتيته واعتداله رئيسا جديدا لمنظمة التحرير الفلسطينية. وكان قد انتقد عسكرة الانتفاضة  واعتبرها خطأ تكتيكيا. أما فاروق قدومي رئيس الدائرة السياسية في المنظمة فعين رئيسا لحركة فتح. قدومي من معارضي اتفاقات أوسلو. أما رئيس الحكومة أحمد قريع فبقي في منصبه بانتظار تطورات جديدة. حركة حماس عادت لتتهم إسرائيل بأنها كانت وراء وفاة عرفات إذ قال زعيمها السياسي خالد مشعل إن إسرائيل قامت بتسميم الرئيس الفلسطيني. لكن نبيل الشعث وزير الخارجية في السلطة الوطنية نفى استنادا إلى تقارير الأطباء الفرنسيين أن يكون عرفات قد تعرض للتسمم.