2004-11-09 16:14:49

كلمة قداسة البابا إلى المشاركين في الجلسة العامّة للأكاديميات الحبريّة


   التقى قداسة البابا يوحنّا بولس الثّاني ظهر يوم الثلاثاء الجاري في قاعة السينودوس في الفاتيكان المشاركين في الجلسة العامّة للأكاديميات الحبريّة التي تناقش جميع النشاطات التي قامت بها هذه الأكاديميات خلال العام.

   في كلمة قرأها بالنيابة عن البابا المطران ساندري، أمين سرّ حاضرة الفاتيكان للشؤون العامّة، إلى المشاركين في اللقاء من كرادلة وأساقفة وسفراء وعلمانيّين، وعلى رأسهم الكردينال بول بوبار، توقّف قداسته عند موضوع هذا العام وهو:"الطريق الجمالي كسبيل مميّز للّقاء بين الإيمان المسيحي وثقافة زماننا الحاضر، وكوسيلة قيّمة لتربية الأجيال الطالعة".

   سارت الكنيسة طوال ألفَي عام من تاريخها، أضاف البابا في كلمته، سبلاً جماليّة مُتعدّدة من خلال الأعمال الفنيّة المُقدّسة، التي رافقت الصلاة، والليتورجيّة، وحياة العائلات والجماعات المسيحيّة. فنون عمرانيّة مُبدعة، رسوم زيتيّة، حفر وزخارف، أعمال موسيقيّة وأدبيّة ومسرحيّة، وغيرها من الأعمال الفنيّة الصّغيرة التي تُشكّل كنوزاً تُفهمنا من خلال لغة الجمال والرموز، التناغم العميق القائم بين الإيمان والفنّ، بين الإبداع الإنساني وعمل الله، صانع كلّ جمال حقيقي.

   وأضاف البابا مُتسائلاً:"هل كان بإمكان البشريّة الاستفادة من هذا الإرث الفنّي العظيم لولا تشجيع ودعم الجماعة المسيحيّة لإبداع الكثيرين من الفنّانين عبر التاريخ؟" وعقّب يقول:"لكي ما يسطع الجمال بكماله، يجب أن يتّحد مع طيبة وقداسة الحياة، وهذا ما يطلبه المسيح من رسله في عظة الجبل عندما قال:"ليُضيء نوركم للنّاس فيروا أعمالكم الحسنة ويُمّجدوا أباكم الذي في السماوات".

   وحثّ البابا في كلمته الفنّانين والأكاديميّين على تغذية محبّتهم لكل مظاهر العبقريّة الإنسانيّة التي هي انعكاس للجمال الإلهي. ثمّ ذكّر بما كتبه في رسالته إلى الفنّانين:"بأنّ الكنيسة من خلال تعاون الفنّانين تعيش تجلياً جمالياً جديداً يتلاءم ومُتطلّبات الجماعة المسيحيّة"... فتنمو وتتعزّز روح إنسانيّة جديدة قادرة على المضي في سبل الجمال وتحويلها إلى سبل حوار وسلام بين الشعوب.

  وفي ختام كلمته أعلن البابا عن تقديمه جائزة الأكاديميات الحبريّة السنويّة إلى دير كور موسى لرهبان القديس مبارك في السنغال، الذين استطاعوا الدمج بين الثقافات الأفريقيّة المتعدّدة والإرث الطقسي الكنسي حسب تقليد الكنيسة. كما قلّد قداسته أيضاً الميدالية الحبريّة لإحدى المدارس السينمائيّة تقديراً للحس الإنساني الرّفيع الذي تنقله لتلامذتها، ولإحدى الجوقات المنبثقة عن جامعات روما لما قامت به خدمة للاحتفالات الدينيّة وللثقافة الموسيقيّة.

  وأسند البابا في الختام الجميع إلى شفاعة العذراء أم الله وكليّة الجمال ثمّ منحهم بركته الرّسولية.








All the contents on this site are copyrighted ©.