كلمة قداسة البابا إلى المشاركين في الجمعية العمومية للمجلس البابوي عدالة وسلام، والمؤتمر العالمي الذي دعا إليه المجلس المذكور

استقبل قداسة البابا يوحنا بولس الثاني صباح اليوم الجمعة في قاعة كليمنتينا بالقصر الرسولي بالفاتيكان المشاركين في الجمعية العمومية للمجلس البابوي عدالة وسلام والمؤتمر العالمي الأول للهيئات الكنسية العاملة من أجل العدالة والسلام، الذي دعا إليه المجلس الحبري المذكور.  وجّه الأب الأقدس لضيوفِه الأربعمائة كلمةً مقتضبة، استهلّها مرحباً بهم، خاصّا بالذكر رئيسَ المجلس البابوي نيافة الكاردينال ريناتو رافايليه مارتينو. 

ثمّ قال: البابا إن هذا المؤتمر العالمي الجارية أعمالُه حالياً في روما يرمي إلى التفكير في السبل الآيلة إلى نشرِ كلمة الإنجيل في واقع عصرِنا المقعّد، على ضوءِ عقيدةِ الكنيسة الاجتماعية.  لقد صدرَ مؤخّراً "ملخّصُ عقيدة الكنيسة الاجتماعية"، وهو وسيلةٌ قادرة على مساعدة المؤمنين المسيحيين في حياتِهم اليومية، على جعل العالم الذي نعيشُ فيه أكثرَ عدلاً، من منظور الإنجيل. 

إنّ عقيدةَ الكنيسة الاجتماعية ـ مضى البابا إلى القول ـ تشكّل جزءاً أساسياً من الرسالة المسيحية، وينبغي بالتالي التعمّقُ في معرفتِها، ونشرُها والشهادة لها من خلالِ النشاط الراعوي.  والكنيسة تدعو الجميع، في زماننا المطبوع بالعولمة، إلى التأكيد على "مركزية الكائن البشرية في المجتمع".

أيها الأخوة والأخواتُ الأعزاء، تابعَ قداستُه، إنّ عقيدةَ الكنيسة الاجتماعية، تحثُّكم أنتم المسيحيين العلمانيين بنوعٍ خاصّ على العيشِ وسط المجتمع كشهودٍ للمسيح المخلّص، وتفتحُ لكم الأفقَ أمامَ أعمال المحبّة.  فقد دقّت ساعة المحبّة، القادرة ـ بنعمة الإنجيل ـ على إعطاءِ بُعد إنساني لعالم العمل، والاقتصاد والسياسة، المحبة التي تَخُطّ الطريقَ المؤدّيةَ إلى السلام والعدالة والصداقة بينَ الشعوب.  إنّ عالم اليوم بحاجة إلى رجالٍ ونساءٍ قديسين، يُعلنون في العالم، وعلى العالم، كلمة الإنجيل الخصبة.

وفي ختام كلمتِه إلى المشاركين في الجمعية العمومية للمجلس البابوي عدالة وسلام والمؤتمر العالمي الأول للهيئات الكنسية العاملة من أجل العدالة والسلام، الذي دعا إليه المجلس الحبري المذكور، حثَّ البابا المؤمنين العلمانيين ـ بنوعٍ خاصّ ـ على العمل دوماً من أجل السلام والعدالة. وطلب لهم شفاعةَ وحمايةَ العذراء مريم، تلميذةِ المسيح الأمينة، ثم منح الجميعَ فيضَ بركاتِه الرسولية.

تجدرُ الإشارة إلى أنّ أعمال المؤتمر العالمي الأول للهيئات الكنسية العاملة من أجلِ العدالة والسلام، بدأت في العاصمة الإيطالية عصرَ الأربعاء الماضي، بدعوةِ وتنظيم المجلس البابوي "عدالة وسلام"، حولَ موضوع "إعلان إنجيل العدالة والسلام"، لتنتهيَ يوم غد السبت.  هذا ووُزِّعت على المشاركينَ في اللقاءِ يوم أمس الخميس نسخةٌ من النداء من أجلِ السلام الذي أطلقَه في الخامس عشر من الجاري مجلسُ الأساقفة اللاتين في المناطق العربيَّة، وأساقفة منطقةِ شمال أفريقيا.  وجّه أصحاب السيادة هذا النداءَ إلى جميعِ المجالسِ الأسقفيَّةِ في العالم، ودعوا من خلالِه الجماعاتِ المسيحيَّة إلى يومِ صومٍ وصلاةٍ من أجلِ السَّلامِ والمصالحةِ بينَ الفلسطينيينَ والإسرائيليينَ في الأرضِ المقدَّسة، وذلكَ يومَ الأربعاء الثاني والعشرين من شهر ديسمبر كانون الأوَّل المقبل.