2004-10-09 16:11:16

إنجيل الأحد 10 أكتوبر تشرين الأول : وقفة تأمل حول كلمة الحياة


   "وبينما هو سائر إلى أورشليم، مرّ يسوع بجانب السّامرة والجليل. وعند دخوله بعض القرى، تلقّاه عشرة من البُرص، فوقفوا على بعد منه، ورفَعوا أصواتهم قالوا:"رُحماكَ يا يسوع يا معلِّم!" فلمّا وقعَ نظرهُ عليهم قال لهم:"امضوا إلى الكهنة فأروهم أنفسكم". وبينما هم ذاهبون برِئوا. فلمّا رأى واحد منهم أنّه قد برئ رجع وجعل يُمجّد الله بأعلى صوته، وانكبّ بوجهه على قدَميه يشكره، وكان سامريّا. فقال يسوع:"أليس العشرة قد برِئوا؟ فأينَ التّسعة؟ أما كان فيهم من يرجع ويمجّد الله سوى هذا الغريب؟" ثمّ قال:"قُم فامضِ، أبرأك إيمانك". (لوقا: 17، 11-19)  RealAudioMP3

 

التأمّل

 

   يرجو الإنسان على الدوام الخلاص لأنّ الخلاص أثمن من العيش الرّغيد ومن الصحّة نفسها. إنّه بحاجة للخلاصة والشفاء التام والكامل. عندما يلجأ الإنسان ضارعاً إلى الله وقت الحاجة لا يُخطئ، لأنّه متسوّل للخلاص على الدوام:"رُحماكَ يا يسوع يا مُعلّم".

   عندما يبلغ اليأس ذروته في الإنسان المتألّم يدفعه لتسوّل الخلاص من الكَذَبة والعَرّافين، ولكنّ الخلاص الحقيقي لا يأتي إلاّ بيسوع المسيح الذي يدعونا في إنجيله هذا الأحد إلى تخطّي الحواجز العرقيّة التي تُعيق كلّ علاقة إنسانيّة، خصوصاً عندما يتعلّق الأمر بخير الإنسان الآخر وراحته وخلاصه.

   وبينما هو سائر إلى أورشليم شاء المعلّم المرور في طرقات السّامرة الوعرة ليؤكّد ما قاله بأنّه أتى طبيباً لنفوس المرضى والخاطئين، وليس للأصحّاء. بلقائه البرص العشرة تخطّى يسوع حاجزاً بشرياً مزدوجاً: الأوّل الاحتياط من إصابته بعدوى الداء، والثاني من دينونة المجتمع لأناس يعتبرهم مُنجّسين ومُبعدين عن أي عمل اجتماعي وديني.

   محبّة يسوع الشافية لا تعرف التفضيل والتهميش والتخصيص. واتّباعه يُعلّمنا تقاسم المحبّة المحيية ويُمحّصنا في نار حبّه اللاّمحدود. إنّ محبّةً من هذا النوع لا ثمن لها إنّما واجب الإنسان حفظ الجميل. فيسوع عندما شفى البرص العشرة، عاد واحد فقط إليه، وهو الغريب ليشكره. بعرفان الجميل إذاً يستحقّ الإنسان مجانيّة عطاء محبّة المسيح، وتظهر في داخله بذار الإيمان، لذا قال يسوع لذلك السّامري الغريب:"قُم فامضي، أبرأكَ إيمانكَ".

   إنّ حاجتنا إلى الله لا تعني إخضاعَه لحاجاتنا الشخصيّة، إنّما انفتاحنا التّام على سرّه. هنا يكمن الخلاص الحقيقي.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.