2004-10-07 15:55:41

كلمة قداسة البابا إلى أعضاء اللجنة اللاهوتية الدولية


       استقبلَ قداسةُ البابا يوحنا بولسَ الثاني صباحَ اليومِ الخميس في الفاتيكان أعضاءَ اللجنةِ اللاهوتية الدولية، بمناسبةِ انعقادِ جمعيتِهم العمومية في روما.  وجّهَ الأبُ الأقدس لضيوفِه السبعة والثلاثين كلمةً استهلّها مرحباً بهم ومعرباً عن سرورِه الكبير للقائِهم في وقتٍ يبدأون فيه مرحلةً جديدةً من التأمّلِ اللاهوتي، الذي يعودُ بالفائدةِ على الكنيسةِ بأسرِها.  وخصّ قداستُه بالذّكر رئيسَ اللجنة، نيافةَ الكاردينال جوزيف راتزنغر.

       ومضى قداستُه إلى القول: يتطرّقُ المشاركونَ في أعمالِ الجمعيةِ العمومية إلى مواضيعَ بالغةِ الأهمية، بينَها مسألةُ مصيرِ الأطفالِ الذين يموتونَ قبلَ نوالِهم سرَّ العماد، مشيئةُ الله الخلاصيّة الشاملة، وساطةُ يسوع المسيح الوحيدة والشاملة، دورُ الكنيسة، سرُّ الخلاص الشامل، لاهوت الأسرار، معنى العقيدةِ حولَ الخطيئةِ الأصليّة.  إنّكم مدعوون ـ تابعَ البابا كلمتَه يقول ـ إلى إيجادِ الربطِ بينَ هذه الإسرار، بغيةَ التوصّلِ إلى "خُلاصةٍ لاهوتيَّة"، تساعدُ على القيامِ بنشاطٍ راعويٍّ أفضل.

       ولا يقلّ أهميةً عن هذه المسائل، موضوعٌ آخر يتباحثُ فيهِ المشاركونَ في الجمعية العمومية، وهو "القانون الأدبي الطبيعي".  وقال قداستُه: لقد تطرّقتُ إلى هذه المسألة في رسالتَيَّ الرسوليتَين: "تألّقُ الحقيقة" و"الإيمان والعقل".  إنّ الكنيسةَ مقتنعةٌ منذ البدءِ أنّ اللهَ أعطى الإنسانَ القدرةَ على بلوغِ الحقائق الأساسية حولَ حياتِه ومصيرِه، بواسطةِ قوّةِ العقل.  إنّ إلقاءَ الضوء على هذه الناحية من حياةِ الإنسان يساعدُ على قيامِ حوارٍ مع جميعِ البشر، ذوي الإرادة الصالحة، وتعزيزِ التعايشُ المشترك ارتكازاً إلى "قاعدةٍ أدبيةٍ مشتركة".

       وفي ختام كلمتِه إلى أعضاءِ اللجنةِ اللاهوتية الدولية، أوكلَ قداسةُ البابا أعمالَ الجمعيةِ العمومية إلى شفاعة العذراءِ مريم، وسألَ اللهَ أنّ يقودَ هذه الأعمالَ روحٌ من الصلاةِ والشركةِ الأخوية، في ضوءِ الحكمة النازلة من العلاء.  وقالَ الحبرُ الأعظم إنه واثقٌ بأنّ ضيوفَه سيثابرون على التأملِ والتفكير في المواضيع المطروحة، ثمّ منحَهم فيضَ بركاتِه الرسولية.

 

 








All the contents on this site are copyrighted ©.